رؤوسَ هؤلاء ، فحملتْ إلى الشام ، ودُفِنَتْ جُثَثُهُم بِالطَفّ (١).
وقال ابن حبيب : ونصب يزيد بن معاوية رأس الحسين رضي الله عنه ، وقُتِلَ معه العَبّاس ، وجعفرٌ ، وعَبْد الله ، ومحمّدٌ أبو بكر ؛ بَنُو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ثمّ ذكر أسماء بقيّة الهاشميّين الشُهداء معهم ، وقال : وحُمِلَتْ رؤوسُهم إلى يزيد بن معاوية ، ونَصَبَها بِالشام ، وبَعَثَ بِرأس الحسين عليه السلام فنُصِبَ بِالمدينة (٢).
مقام مدفن الرأس الشريف في الشام :
ذكر السيّد الأمين ما نصّه : رأيتُ بعد سنة ١٣٢١ هـ في المقبرة المعروفة بمقبرة (باب الصغير) بدمشق مشهداً وضع فوق بابه صخرة كتب عليها ما صورته :
هذا مدفَنُ رأسِ العَبّاس بن عليّ ، ورأس عليّ بن الحسين الأكبر ، ورأس حبيب بن مظاهِر.
ثمّ إنّه هُدِمَ بعد ذلك بسنتين ، وأُعيدَ بناؤُهُ ، وأُزيلَتْ هذه الصخرة ، وبني ضريحٌ داخل المشهد ، ونُقِشَ عليه أسماءٌ كثيرةٌ لِشُهداء كربلاء ، ولكنّه منسوبٌ إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدّم ذكرُها حَسَبَ ما كان موضوعاً على بابه ، كما مرّ.
__________________
(١) مقتل الحسين عليه السلام (٢ / ٤٠٠).
(٢) المحبّر لابن حبيب (٤٩٠ ـ ٤٩١).