وقال : «من سقى مؤمناً على عطشٍ ، سقاهُ اللهُ من الرحيق المختوم» (١).
وكانت «السقاية» من أشرف خصال قريشٍ في الجاهلية :
قال الجاحظ : إنّ أشرف خصال قُريشٍ في الجاهليّة : اللواءُ ، والندوةُ ، والسقايةُ ، والرفادةُ ، وزمزمٌ ، والحجابةُ .... وإنّ معظم ذلك صار شرفُه في الإسلام إلى بني هاشمٍ (٢).
وقد مرّ أنّ هذه كلّها اجتمعتْ إلى قُصيّ فحازها حتّى قال القائل فيهم :
ولهم زمزمٌ وجبرائيلُ |
|
ومجدُ السقاية الغَراءِ (٣) |
ولقد أقرّ الإسلامُ البعض منها ، وأهمّها «السقايةُ» وقُصيّ قد حفرَ بِئراً اسمُها «العجول» وأُخرى اسمها «سجلة» (٤) كما أنّ عَبْد المطّلب حفر بئر «زمزم» الشهيرة ، وقبله حفر هاشمٌ بئر «النيرد».
ولقد سبق القيام بهذا الشرف أجدادُ أبي الفضل العَبّاس عليه السلام كما قرأناهُ عن «قُصيّ» أنّه جمع المكارم والمآثر المعروفة عند العرب في الجاهلية ، ومنها «السقايةُ».
ولقد أبدل اللهُ بِكُلِّ تلك المكارم الإيمانَ بالله ورسوله والجهاد في سبيله ، وذلك عندما تفاخر من تولّى تلك المآثر من السقاية الّتي أعطاها
__________________
(١) أمالي الصدوق (ص ٣٥٧ المجلس ٤٧) بحار الأنوار (٧١ / ٣٨٢).
(٢) كتاب فضل هاشم على عَبْد شمس ، للجاحظ ، مطبوع مع رسائل الجاحظ (الرسائل السياسية) (ص ٤٠٩).
(٣) المصدر السابق (ص ٤١٠).
(٤) الروض الأنف (١ / ٢٦٧).