الرسول صلى الله عليه وآله في فتح مكّة إلى العَبّاس ، والحجابة الّتي أعطاها للحجبيّ ، فتفاخرا بذلك على أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام فأنزل اللهُ فيه قوله عزّ وجلّ : (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
حديثُ الماء والسِقاية عَبْرَ التاريخ
بين بني هاشم في بذلهم ، وبين قريش وبني أُميّة في منعهم
إنّ في التاريخ لَعِبراً لمن اعتبر ، مبشّرةً تارةً ومنذرةً أُخرى لعامّة البشر ، في كلّ مجالات الحياة ، ومنها الماء ، لما فيه من ضرورةٍ حياتية عامّة للموجودات كافّةً ، وللإنسان والحيوان خاصّة ، كما دلّت عليها الآيات والروايات التي ذكرنا طرفاً منها.
ومن العِبَر أنْ نجدَ في صفحات التاريخ ـ والعربي منه بخاصّة ـ قبل الإسلام وبعده ، وقبل مأساة كربلاء ، وفي أيّامها ، وفي الصحاري القاحلة ، وعلى شواطئ الأنهار ، وعلى شاطئ الفُرات بالذات ، من الحوادث الدالّة على ما للماء من الدور الكاشف عن المواقف الإنسانية النبيلة والمشرّفة لبني هاشم في بذله وسقيه ، كما أنّها تُعلن عمّا كان عليه بنو أُميّة ـ وقريش! ـ من المواقف الرذيلة في منْع الماء والشحّ به!
وفي كربلاء وأيّام مأساة الحسين عليه السلام فيها ، يبدو ما للماء من الدور في الإعلان عن مظلوميّة الحسين وأهل البيت النبويّ من نِساء وأظفال حتّى الرضّع ، من المعاناة والعطش فيها ، ويكشف عن ما للعبّاس أبي