ثمّ دعا القبائل من قريش ، فقال : «هَلُمُّوا إلى الماء فقد سقانا الله».
(فانتهوا إليه ، وراحلته تفحصُ بكركرتها على ماءٍ عَذْبٍ رَوِيٍّ قد ساح على ظهر الأرض ، فلمّا رأى القيسيّون ذلك أهرقوا أسقيتهم ، وأقبلوا ليأخذوا من الماء) (١).
فقال أصحابه (القرشيون) : لا نسقيهم ، لأنّهم لم يسقونا (كلاّ ، والله ، أَلَسْتُم الّذينن منعتمونا فضل مائكم؟).
فلم يسمع منهم ، وقال : «فنحنُ ـ إذنْ ـ مثلهم» (فقال : خلّوا القوم ، فإنّ الماء لا يُمنع).
فجاء أُولئك القرشيّون ، فشربوا وملأوا أسقيتَهم ، وقالوا : قد ، والله ، قضى الله لك علينا ، يا عبد المطّلب ـ واللهِ ، لا نُخاصمك في «زمزم» أبداً ، إنّ الّذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة ، هو الّذي سقاك «زمزم» فارجع إلى سقايتك ، راشداً (٢).
(فقال القيسيّون : هذا رجل شريف سيّد).
وفي الإسلام : وفي حديث حصر عثمان في داره ، ومنع الماء عنه (٣) كما قال أصحاب السِيَر والتاريخ :
__________________
القومُ فقالوا : هلك عبد المطّلب ، فقال القرشيّون : كلاّ ، والله ، لهو أكرم على الله من أن يهلكه ، وإنّما مضى لصلة الرحم».
(١) ما بين القوسين من رواية اليعقوبي ، وكذا في ما يلي.
(٢) الكامل في التاريخ (٢ / ١٣) ورواية اليعقوبي في تاريخه (١ / ٢٤٩).
(٣) أنساب الأشراف (٥ / ٧١).