قال البلاذري : اشتدّ طلحة بن عبيد الله في الحصار (على عثمان) ومنع من أنْ يُدخل إليه الماء (١).
وقيل للزبير ، إنّ عثمان محصورٌ ، وإنّه قد مُنِعَ الماء!
فقال : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ) [سورة سبأ ، الآية ٥٤] (٢).
وقال ابن أبي الحديد الشافعي المعتزلي : لمّا اشتدّ الحصار على عثمان بمنع الماء ، فغضب عليٌّ من ذلك غضباً شديداً ، وقال لطلحة : أدخلوا عليه الروايا (٣).
قال البلاذري : غضب علي بن أبي طالب من ذلك ، فأدخلت عليه روايا الماء (٤).
والمراد بروايا الماء ، ما جاء في الحديث التالي :
وقيل لعلي عليه السلام : إنّ عثمانَ قد مُنِعَ الماء!
فأمَرَ بالروايا فَحُكِّمَتْ (٥) فجاء للناس عليٌّ عليه السلام فصاح بهم صيحة ، فانفرجوا ، فدخلت الروايا (٦).
وهكذا كان موقف الصحابِيَّينِ! (طلحة والزبير) من منع الماء عن عُثمان!
__________________
(١) أنساب الأشراف (٥ / ٧١).
(٢) شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي (١ / ٣٤٢) رقم (٣١٢).
(٣) شرح نهج البلاغة (٢ / ١٤٨).
(٤) أنساب الأشراف (٥ / ٧١).
(٥) فحكّمتْ : أي شُدَّتْ بإحكام.
(٦) الأمالي ، للشيخ الطوسي (ص ٧١٥) رقم (١٥١٧).