ففعلوا (١).
لقد أجمل الكلام ابن الأثير ، وإليك التفصيل من حديث آخر :
قال الشيخ المفيد ، وهو يذكر مسير الحسين عليه السلام إلى العراق :
ثمّ سار عليه السلام من بطن العقبة حتّى نزل «شراف» فلمّا كان في السحر ، أمر فتيانه فاستقوا من الماء ، فأكثروا!.
ثمّ سار منها حتّى انتصف النهارُ ، فبينا هو يسير إذ كبّر رجل من أصحابه ، فقال له الحسين عليه السلام : «الله أكبر ، لِمَ كبّرت؟».
قال : رأيت النخل! فقال له جماعة من أصحابه : واللهِ إنّ هذا لمكانٌ ما رأينا به نخلة قطّ. فقال الحسين عليه السلام : «أنا ، والله ، أرى ذلك».
ثمّ قال عليه السلام : «ما لنا ملجأٌ نلجؤُ إليه فنجعله في ظهورنا ، ونستقبل القوم بوجهٍ واحدٍ؟».
فقلنا : بلى ، هو «ذو حُسْم» إلى جنبك ، تميل إليه عن يسارك ، فإذا سبقت إليه ، فهو كما تريد».
فأخذ إليه ذات اليسار ، وملنا معه ، فما كان بأسرع من أنْ طلعت علينا هوادي الخيل ، فتبيّناها ، وعدلنا ، فلمّا رأونا عدلنا عن الطريق ؛ عدلوا إلينا ، كأنّ أسنّتهم اليعاسيب ، وكأنّ راياتهم أجنحة الطير ، فاستبقنا إلى ذي حسم ، فسبقناهم إليه.
__________________
(١) الكامل لابن الأثير (٤ / ٤٦).