٥٢ ـ سورة الطور
(مكية وهى تسع وأربعون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ) (٨)
____________________________________
(سورة الطور مكية وأياتها تسع وأربعون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَالطُّورِ) الطور بالسريانية الجبل والمراد به طور سينين وهو جبل بمدين سمع فيه موسى عليهالسلام كلام الله تعالى (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) مكتوب على وجه الانتظام فإن السطر ترتيب الحروف المكتوبة والمراد به القرآن أو ألواح موسى عليهالسلام وهو الأنسب بالطور أو ما يكتب فى اللوح أو ما يكتبه الحفظة (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) الرق الجلد الذى يكتب فيه استعير لما يكتب فيه الكتاب من الصحيفة وتنكيرهما للتفخيم أو للإشعار بأنهما ليسا مما يتعارفه الناس (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) أى الكعبة وعمارتها بالحجاج والعمار والمجاورين أو الضراح وهو فى السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) أى السماء ولا يخفى حسن موقع العنوان المذكور (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) أى المملوء وهو البحر المحيط أو الموقد من قوله تعالى (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) فالمراد به الجنس روى أن الله تعالى يجعل البحار يوم القيامة نارا يسجر بها نار جهنم (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) أى لنازل حتما جواب للقسم وقوله تعالى (ما لَهُ مِنْ دافِعٍ) إما خبر ثان لأن أو صفة لواقع ومن دافع إما مبتدأ للظرف أو مرتفع به على الفاعلية ومن مزيدة للتأكيد وتخصيص هذه الأمور بالإقسام بها لما أنها أمور عظام تنبىء عن عظم قدرة الله تعالى وكمال علمه وحكمته الدالة على إحاطته تعالى بتفاصيل