٥٣ ـ سورة النجم
(مكية وهى إثنتان وستون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) (٢)
____________________________________
(سورة النجم مكية وآياتها إثنتان وستون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) المراد بالنجم إما الثريا فإنه اسم غالب له أو جنس النجوم وبهويه غروبه وقيل طلوعه يقال هوى هويا بوزن قبول إذا غرب وهويا بوزن دخول إذا علا وصعد وأما النجم من نجوم القرآن فهويه نزوله والعامل فى إذا فعل القسم فإنه بمعنى مطلق الوقت منسلخ من معنى الاستقبال كما فى قولك آتيك إذا حمر البسر وفى الإقسام بذلك على نزاهته عليه الصلاة والسلام عن شائبة الضلال والغواية من البراعة البديعة وحسن الموقع ما لا غاية وراءه أما على الأولين فلأن النجم شأنه أن يهتدى به السارى إلى مسالك الدنيا كأنه قبل والنجم الذى يهتدى به السابلة إلى سواء السبيل (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) أى ما عدل عن طريق الحق الذى هو مسلك الآخرة (وَما غَوى) أى وما اعتقد باطلا قط أى هو فى غاية الهدى والرشد وليس مما تتوهمونه من الضلال والغواية فى شىء أصلا وأما على الثالث فلأنه تنويه بشأن القرآن كما أشير إليه فى مطلع سورة يس وسورة الزخرف وتنبيه على مناط اهتدائه عليه الصلاة والسلام ومدار رشاده كأنه قيل والقرآن الذى هو علم فى الهداية إلى مناهج الدين ومسالك الحق ما ضل عنها محمد عليه الصلاة والسلام وما غوى والخطاب لقريش وإيراده عليه الصلاة والسلام بعنوان صاحبيته لهم وللإيذان بوقوفهم على تفاصيل أحواله الشريفة وإحاطتهم خبرا ببراءته عليه الصلاة والسلام مما نفى عنه بالكلية واتصافه عليه الصلاة والسلام بغاية الهدى والرشاد فإن طول صحبتهم له عليه الصلاة والسلام ومشاهدتهم لمحاسن شؤنه العظيمة مقتضية لذلك حتما وتقييد القسم بوقت الهوى على الوجه الأخير ظاهر وأما على الأولين فلأن النجم لا يهتدى به السارى عند كونه فى وسط السماء ولا يعلم المشرق من المغرب ولا الشمال من الجنوب وإنما يهتدى به عند هبوطه أو صعوده مع ما فيه من كمال المناسبة لما سيحكى من تدلى جبريل من الأفق الأعلى ودنوه منه عليهماالسلام هذا هو اللائق بشأن التنزيل الجليل وأما حمل هويه على انتثاره يوم القيامة أو على انقضا النجم ض الذى يرجم به أو حمل النجم على النبات وحمل هويه على سقوطه على الأرض أو