المصالح والأطماع والشهوات الذاتية ، بحيث تكون هي التي تحدد له خطوط سيره الملتوية أو المستقيمة ، بعيدا عن مسئوليته تجاه ربّه ونفسه وحياته.
وهناك نموذج آخر يخضع أفكاره لمزاجه ولعاطفته ، فيحدد طريقه على أساس ما يدفعه إليه مزاجه ، أو توحي به عاطفته من قضايا الحياة ، وعلى ضوء ذلك ، يحكم على قضايا الكفر والإيمان ، من دون أن يسمح بالمناقشة فيها مباشرة ، مما يجعله ينظر إليها فرعا من أصل ، لا أصلا لفرع كما هو الواقع. وهذا النموذج يتمثل في الفئات التي تنطلق في حركتها من خلال القضايا السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الشهوانية .. فتتبنى المواقف العقائدية التي تكمن وراء التيارات التي تدفع الحياة في اتجاه معالجة هذه القضايا العامة والخاصة.
وفي هذا الاتجاه ، لا بد للإنسان المسلم من دراسة المجتمعات التي تحيط به دراسة واعية ، يحدد فيها نوعية الأفراد الذين يعيشون فيها في إطار ما حدّدناه من نماذج ، ليتخذ الموقف القرآني الذي يعتبر الحوار جهدا ضائعا مع الفئات التي تنطلق من موقف العناد في مواقعها الفكرية والعملية ، أو الفئات التي ليست مستعدة لفتح حوار مباشر في قضايا العقيدة من خلال الفكر ، بل من خلال قضايا الحياة. وبذلك ، يفتش عن وسيلة أخرى يحطم فيها الحاجز النفسي الذي وضعوه بينهم وبين الإيمان ، لينفذ بعد ذلك من جديد إلى قضية الحوار ، بعد إزالة كل الحواجز التي تقف بين الإنسان وبين التفكير.
* * *
الآيتان في إطار الجبر والاختيار الجانب الثاني :
كيف نفسر إسناد الفعل إلى الله في قوله سبحانه وتعالى :