نماذج على المشرحة
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ). هذه هي إحدى صفات المنافقين ، فهم يعلنون كلمة الإيمان وشعاره أمام الناس ، فيسجّلون على أنفسهم الاعتراف به والالتزام بأحكامه ، ليحصلوا على ثقة الناس بهم ، فيثق الناس بمنطلقاتهم ، ويحسون بالأمن إزاءهم ، مما يفسح لهم المجال الواسع للتحرك بحرية كبيرة في مجالات الدسّ والتضليل ، ولكنهم لا يلتزمون بالإيمان في قناعاتهم الفكرية من خلال مؤثراتهم الذاتية المعقّدة ، فهم يعيشون ازدواجية الموقف بين الظاهر المؤمن الذي يتحرك في دائرة العلاقات الاجتماعية بين المؤمنين ، والباطن الكافر الذي يعيش في داخل الذات وفي المجتمع الكافر.
وقد نواجه مثل هؤلاء في بعض أتباع المبادئ الكافرة ، الذين يرفعون شعار الإيمان والإسلام في كلماتهم ، مع أن مبادئهم ترتكز على قاعدة الكفر والإلحاد ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، ليحس المجتمع المؤمن بالأمن من ناحيتهم ، فيسهل عليهم النفاذ إلى حياته.
(يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ) أي : يعملون عمل المخادع الذي يريد أن يصل إلى أغراضه بطريقة خفية لا يشعر بها المخدوع ، يحاولون أن يظهروا بغير ما هم فيه ليحصلوا على الثقة والاطمئنان بإيمانهم وصلاحهم. ولكن جهودهم تذهب هباء ، فإنهم لا يخدعون إلا أنفسهم عند ما يوحون إليها أنهم ينجحون في هذه الأساليب الملتوية ، ولا يلتفتون إلى أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأنه يكشف واقعهم للمؤمنين ليحذروا منهم.