النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران : ١٨٥].
(وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة : ٧٢].
ولا بد للداعية من أن يتوفر على إيجاد الأجواء النفسية التي تهيئ للالتقاء بالفكرة القرآنية التي تريد للإنسان أن يعيش الشعور بالربح والخسارة في الآخرة بالقوة نفسها التي يستشعر فيها القضية في الدنيا إن لم يكن بنحو أقوى وأشد. وربما كان هذا الأسلوب من أكثر الأساليب ارتباطا بالهدف القرآني الذي يعمل له العاملون ، وهو أن يعيش الناس أجواء الدار الآخرة في جميع مجالات الحياة الدنيا ، ليكون السلوك العملي للإنسان خاضعا للتأثيرات الروحية التي يعيشها من خلال فيوضات العيش في رحاب الله تعالى.
* * *
حالة المنافقين في مثلين
ثم انتقلت السورة إلى تجسيد صورة المنافقين ، وما يعانونه من حيرة وتمزق وخيبة آمال ، من خلال عرض الصورة الحسية المماثلة لصورتهم الداخلية ، ولكن في إطار حركة الطبيعة ضمن نماذجها الواقعية المتحركة في الحياة ، وذلك بأسلوب ضرب المثل ، وهو من الأساليب البلاغية الرائعة التي استخدمها القرآن ، في أكثر من مجال ، من أجل إعطاء فكرة واضحة حية عن القضايا المعنوية بمقارنتها بالأشياء الحسية ، التي تتجسد فيها الصورة في هزّة حركية مثيرة للنظر والوجدان والشعور ، تماما كوسائل الإيضاح التي تحاول