خلال الدراسة الموضوعية الشاملة التي تدرس حياة النبي في نشأته ، وبيئته ، وعلاقاته العامة والخاصة ، للتعرف على المؤثرات التي يمكن أن تكون قد ساهمت في صنع شخصيته المستقبلية بكل ما تشتمل عليه من دعوات وأحداث ، مع المقارنة بما يشتمل عليه القرآن ، وما تتسع له الشريعة الإسلامية من حقائق كونية ، ومفاهيم حياتية ، في جميع مجالات الحياة ، لننتهي إلى النتائج الحاسمة التي تربط القرآن بالله وتبعده عن الانتساب إلى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الأسلوب الثاني : هو أسلوب التحدّي الذي يعتمد على الصدمة الفكرية أو الحسية التي تحيط بالإنسان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ، في عملية تشديد وتهويل وإثارة ، فتتحدى فيه كل طاقاته ، لتعرّيه أمام نفسه وأمام الآخرين ، ليتصاغر أمام جبروت القدرة ، ويستسلم لرسالتها وشريعتها على أساس الشعور بالعجز المطلق أمام القدرة المطلقة.
وعلى ضوء ذلك ، نجد أن التحدي القرآني لم ينطلق إلا في إطار الجو الذي يملك المشركون أمر التحرك فيه ، وهو الجانب البياني ، أما الجانب العملي أو التشريعي أو الغيبي ، فهو من الجوانب التي تنهض دليلا على صدق القرآن في إطار الأسلوب الأول الذي يتميز بالحوار الهادىء الذي يريد للفكر أن يناقش الموقف بموضوعية وهدوء وليس في إطار التحدي ، لأن التحدي لا يعني شيئا في المجال الذي لا يملكون أمر المعرفة له ، فقد يكون لهم أن يعتذروا بعدم الاختصاص أو بغير ذلك من الأمور التي تمنعهم من مواجهته بمثله.
وقد يقال إن التحدي موجّه للناس كافة ، فلا بد من أن يكون في إطار يشمل كل الجوانب التي يمكن أن تثار أمام الناس ، بمختلف فئاتهم ، في أجواء التحدي.
ولنا أن نجيب أولا : إن التحدي لا يمكن أن يتحرك في فراغ في عصر