للكلمة بعيدا عن شخصية النبي وظروفه الموضوعية وطبيعة المرحلة الفكرية للمجتمع ، وهناك نقطة جديرة بالتأمل نثيرها أمام الإعجاز بالغيب ، فإن الغالب في الأحاديث التي تفسر آيات الغيب ببيان أسباب النزول ، أنّها منقولة بطريق الأخبار الظنية التي لا تفيد قطعا وقناعة حاسمة بالنسبة للخصوم ، مما لا يدع مجالا لإقناع الآخرين بذلك ، لأن بإمكانهم أن يفسروا الآيات بما لا يتناسب مع هذه الفكرة. هذا مع التحفظ الشديد لكثير مما يثأر في تفسير القرآن بالنظريات العلمية مما لا مجال لبحثه الآن لأننا بصدد بحث في التفسير لا في علوم القرآن.
* * *
وقفة مع السيد الخوئي
وما دمنا في حديث عن الإعجاز القرآني ، تجدر بنا الإشارة إلى موضوع أثاره أستاذنا المحقق الخوئي ـ قدسسره ـ في كتابه القيّم « البيان في تفسير القرآن » في حديثه عن الفرق بين معجزة النبي في قرآنه وبين معجزة سائر الأنبياء ، بخلود معجزة الإسلام ، وهو القرآن ، وانقطاع معجزة غير الإسلام من الأديان الأخرى انطلاقا من خلود الإسلام في الزمن وعدم خلود غيره. قال ما نصه : « قد عرفت أن طريق التصديق بالنبوة والإيمان بها ينحصر بالمعجز الذي يقيمه النبي شاهدا لدعواه ، ولما كانت نبوءات الأنبياء السابقين مختصة بأزمانهم وأجيالهم ، كان مقتضى الحكمة أن تكون معاجزهم مقصورة الأمد ومحدودة ، لأنها شواهد على نبوءات محدودة فكان البعض من أهل تلك الأزمنة يشاهد تلك المعجزات فتقوم عليه الحجة ، والبعض الآخر تنقل إليه أخبارها من المشاهدين على وجه التواتر فتقوم عليه الحجة أيضا. أمّا الشريعة الخالدة ، فيجب أن تكون المعجزة التي تشهد بصدقها خالدة أيضا ، لأن