هذه الآية على هذا الأسلوب ، بدعوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى تبشير المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالجنات التي تجري من تحتها الأنهار ، والتي تشبه أثمارها أثمار الدنيا ، حتى يخيل إليهم أن هذه الثمرات امتداد لما كانوا يجدونه منها في الدنيا لتشابهها. ثم يحدثنا الله عن المتع الحسية التي تنتظرهم في الآخرة ، وذلك في ما يعدّه لهم من أزواج مطهّرة ، بكل ما تعنيه كلمة الطهارة من معاني الروح والجسد ، حيث تتم لهم بذلك نعم الله وألطافه في حياة خالدة لا شقاء فيها ولا فناء ، بل هو الخلود السابح في رحمة الله ورضوانه.
* * *
اللذة الحسيّة لا تتنافى والسموّ الروحي
وقد يثير بعض الناس في هذا المجال تساؤلا عن مدى إمكانية انسجام الجانب الحسي للمتع التي يعد الله بها عباده في الآخرة ، من لذائذ الطعام والشراب والجنس وغيرها ، وطبيعة الآيات التي تعرضت لذلك بالجانب الرمزي ، الذي يعبر عن المداليل المعنوية بالكلمات التي توحي بالمعاني الحسية كأسلوب من أساليب تقريب الفكرة إلى الأذهان ، لأن الإنسان الذي يعيش عالم الحس ، لا يستطيع إدراك عالم المجردات والمعاني في إطاره المادي الذي يعيش فيه ، لأن الصورة الفكرية تابعة للمشاهدات الحسية ، في ما يراد تجسيد الصورة له في وجدان الإنسان وفكره ، فتنطلق المحاولة باعتماد وسائل الإيضاح الحسية ، تماما كما هو الأسلوب العملي في تربية الأطفال ، لنقل المعاني إلى وجدانهم من خلال الصورة المجسدة عندهم ، والمعروفة لديهم.
ولا ندري ما هو السبب في هذا كله ؛ هل هو الفكرة التي ترى في