وكيفياتها ومواقعها وأدوارها إلى ما هنالك من أسئلة يمكن أن تثار حول هذا الموضوع.
(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) محيط بحقائق الأشياء ، مما يجعل للخلق معنى الإتقان والإحكام إلى جانب القدرة والاستيلاء ليوحي للإنسان بأن تقدير كل هذه النعم وهذه المخلوقات ، وتدبير كل شيء ، منطلق من علم الله بمصالح العباد في ما يقدره لهم ويفرضه عليهم ، ليحسوا بالثقة والطمأنينة في كلّ مجالات الحياة.
* * *
السماوات السبع والمراد بها في القرآن
أما الاستواء الذي يعني القعود ، فلا يتناسب مع تنزيه الله عن الجسمية ، فلا بد من اعتبار الكلمة واردة في مورد الاستعارة لبيان خلق السموات ومشيئته لذلك بعد خلق الأرض من غير أن تتعلق إرادته في ما بين ذلك بخلق شيء آخر. والمراد بالسماء جهة العلوّ .. أما السماوات السبع ، فلا نملك معرفة واسعة شاملة لطبيعتها في أجواء الآيات القرآنية المتفرقة ، بل كل ما عندنا هو الحديث عن السماء الدنيا بأنها قد زينت بزينة الكواكب ، مما يوحي بأن هذه النجوم المتناثرة في الفضاء موجودة في آفاق السماء الدنيا ، وذلك في قوله سبحانه : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) [الصافات : ٦].
وقد ورد في بعض الآيات الإشارة إلى وجود بعض المعلومات المتعلقة بأحوال الأرض لدى أهل هذه السماء مما كان يغري بعض المخلوقات كالجن والشياطين باستراق السمع ، ولكن الله يمنعهم من ذلك بواسطة الشهب التي تنطلق إليهم لتحرقهم أو لتبعدهم ، وذلك في قوله تعالى : (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا