ويقول بعض الفلكيين حول مرصد (بالمور) في وصفه للمدى الذي بلغه الإنسان في اكتشاف الكون بالمستوى الذي لا مجال لتحديده بحدود معينة في طبيعة العوالم الموجودة فيه :
« قبل نصب مرصد بالمور ، كان العالم في نظرنا لا يزيد على خمسمائة سنة ضوئية ، لكن هذا الناظور وسّع عالمنا إلى ألف مليون سنة ضوئية ، واكتشف على أثر ذلك ملايين المجرات الجديدة التي يبعد بعضها عنّا ألف مليون سنة ضوئية. أما بعد هذه المسافة ، فيتراءى لنا فضاء عظيم رهيب مظلم لا نبصر فيه شيئا ، أي أن النور لا ينفذ إليه كي يؤثر على صفحة التصوير في المرصد.
ومن دون شك ، فإن هذا الفضاء المهيب المظلم يحتوي على مئات الملايين من المجرّات التي تحافظ بجاذبيتها على هذا العالم المرئي.
كل هذا العالم العظيم المرئي الحاوي على مئات آلاف الملايين من المجرات ، ليس إلا جزءا صغيرا جدا من عالم أعظم. ولسنا واثقين من وجود عالم آخر غير هذا العالم الأعظم ».
* * *
ضرورة عدم تكلّف معرفة ما لا حاجة له
وإننا لا نشجع الخوض في مزيد من التفاصيل في هذا المجال ، لأنه يدخلنا في تيه من التصورات ويحملنا على الاستسلام الساذج لكثير من الأحاديث الضعيفة التي لا تفيد علما ولا ظنا ، بل تترك الإنسان يواجه المعرفة القرآنية بما لا يغذي الجوع الحقيقي للمعرفة الحقة ، فيسلمنا ذلك إلى الوقوع في فخ الخرافة الذي ينصبه الوضّاعون ، فلنقف حيث يريدنا الله أن نقف مما لم