القصة. وهذا ما نستقربه على أساس دراسة طبيعة الأشياء ، أمّا إذا صحّت الأحاديث المأثورة من جهة السند ، فإننا نتبناها ـ في تفسير السؤال ـ باعتبارها الحجة على التفسير بعيدا عن الآراء والظنون.
ولا بأس من الإشارة إلى بعض هذه الأحاديث ، فمنها ما جاء في تفسير العياشي عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قال : ما علم الملائكة بقولهم : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) لولا أنهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء (١)
* * *
كيف نفهم طبيعة الخلافة عن الله؟
لعل المراد منها إدارة ما يحتاج إلى الإدارة والرعاية والتدبير في بناء الحياة في الأرض على أساس النظام الذي جعله الله واختاره ، وبهذا يظهر الدور الكبير الذي أعده الله للإنسان ، بما أودعه فيه من قوة المعرفة التي يستطيع من خلالها استيعاب كل ما حوله من الظواهر والموجودات ، وما أعطاه من طاقة العقل الذي يدرك به الخير والشر ، والصلاح والفساد ، ويوازن به بين الأمور التي يواجهها ليستنتج منها أفكارا جديدة ، ويثير منها الحلول الصحيحة لمشاكل الحياة وقضاياها. ولعل هذا الدور هو الذي عبر الله عنه بالأمانة في قوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) [الأحزاب : ٧٢].
وربما كان هذا التصوير الكنائي لمواجهة هذه المخلوقات الضخمة بالمسؤولية تدليلا على عظمة الدور الذي يمثله الإنسان عند ما يقوم به.
وقد نفهم من الإشارة إلى تعليم آدم الأسماء كلها ـ في معرض تبرير
__________________
(١) نقلا عن : تفسير الميزان ، ج : ١ ، ص : ١٢٠.