البسملة في إطار المنهج التربوي الإسلامي
وخلاصة الفكرة ، أن البسملة تمثل جزءاً من حركة التربية الإسلامية في ارتباط الإنسان بالله في أفعال وأقواله ، الأمر الذي يجعلها بمثابة الإيحاء المتحرك المستمر بأنّ الله يقف خلف كل وجوده وحركته ، فلا بد من أن يبدأ الأمور كلها باسمه ، ليكون ذلك موحيا بأن الله هو الذي يعطي الشرعية العملية لما يحتاج إلى مصدر الشرعية ، وأنه هو الذي يعطي القوة الحركية لما يحتاج إلى مصدر القوة ، حتى لا ينفصل العمل الإنساني ، في كل مواقعه ، عن التصور الإيماني لله ، على أساس أنّه هو القوة الوحيدة المهيمنة على الأمر كله في حركة الكون والإنسان ، باعتبار أنه مصدر التكوين والتشريع ، وبذلك يتأكد إيمان الإنسان في كل مواقع الحركة في أبعاد حياته.
وفي ضوء ذلك ، يمكن لنا أن نقرر ضرورة التقيد بذكر البسملة في كل المواقع والمواثيق والمعاهدات والخطابات ، باعتبار أنها تمثل العنوان الإسلامي الذي يوحي بالخط الإسلامي الملتزم بالله في ذلك كله.
وقد يكون من الضروري الانتباه إلى طبيعة الخطة التي يعمد إليها غير المسلمين ، أو غير الإسلاميين ، في الإيحاء بأن ذلك لا يمثل عنصراً مهما ، بالنسبة للقضايا الحيويّة التي تدور بين المسلمين وبين غيرهم على صعيد الاتفاقات ، الأمر الذي يفرض علينا ـ في ما يقولونه ـ أن لا نتوقف أمام هذا الموضوع ، وأن لا نصر على التقيّد به ، مما قد ينعكس سلباً على إتمام الاتفاقات أو المواثيق المصيرية عند ما يرفض الآخرون ذلك.
إن علينا التنبّه إلى طبيعة هذه اللعبة الخبيثة التي تريد إبعادنا عن الوقوف أمام العنصر الحي من عناصر شخصيتنا الإسلامية في ما ترسمه من الملامح