النتيجة الحاسمة ، هي مشكلة القراءة في الصلاة ، فإذا كانت جزءاً من الفاتحة ، أو من أيّة سورة ، وجبت قراءتها ، وإذا لم تكن كذلك فلا يجب قراءتها إلّا بدليل خاصّ ، لأن السورة لا تنقص بتركها.
أمّا طبيعة المسألة ، فلا تمثل مشكلة عملية ، لأن سيرة المسلمين جارية على قراءة البسملة مع كل سورة ، كما أنّ المصاحف بأكملها مشتملة عليها ، حتى أن المثبتين للجزئية جعلوا ذلك دليلاً عليها ، مما يجعل للمسألة موقعا فقهيا كبقية المسائل الفقهية العملية ، ولذلك اكتفينا بالإشارة إلى الخلاف في المسألة وتركنا الاستدلال عليها للأبحاث الفقهية.
* * *
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) هذه هي الآية الأولى من سورة الفاتحة التي يبدأ فيها الإنسان المؤمن بالتعبير عن عمق إحساسه بالله ، من خلال ما يختزنه في داخل عقله الإيماني ، وشعوره الروحي ، وتصوّره الفكري ، وحسّه الوجداني ، من معنى الحمد لله الذي يتحدث اللغويون والمفسرون عنه ليضعوا أمام كلمته كلمة « المدح » أو « ضد اللوم ». فهي تعبّر عن مدح الإنسان لربه في ما يعتقده من عظمة صفاته ، ويعرفه من امتداد نعمه ، ورجوع كل خير إليه ، وانطلاق كل وجود من وجوده .. ولكن الكلمة ، في ملامحها الإيحائية ، توحي ببعض الإيحاءات النفسية ، والإحساسات الشعورية ، التي تجعل للكلمة معنى يتصل بالشكر ، فكأن الإنسان عند ما ينفتح على المدح ، يتحسس موقع العظمة المنفتح على النعمة من حيث امتزاج المعنيين أو تداخلهما ، باعتبار ارتباط مواقع الوجود ببعضها البعض. ولهذا نجد أن كلمة الحمد تلتقي ، في