الحوار المطلوب
وربما كان من الأفضل ـ بل المتعين ـ أن يكون الحوار بين رجال المذاهب الإسلامية المتنوعة ، الكلامية والفقهية ، لأن ذلك هو الذي ينزع الكثير من الأوهام التي حملها هذا الفريق عن ذاك ، من خلال بعض الكلمات أو بعض الممارسات ، مما يمكن أن يجد لدى صاحبها تأويلا أو تفسيرا يصل بالمسألة إلى مستوى الوضوح الكامل.
وهذا ما يسهّل قضية التفاهم بينهم عند ما يطرح كل واحد منهم وجهة نظره في المسألة الفقهية أو الكلامية في مواقع تقديم الحجج عليها والدفاع عنها ، مما يتيح للآخر القيام بمثل ذلك ، ثم اكتشاف الثغرات التي تخضع للحساب وللمعالجة على أساس القواعد الإسلامية الثابتة بشكل قطعي.
إن تأكيدنا على هذه النقطة ، في خضوع الحوار للمنهج الإسلامي ، وفي ممارسته بشكل مباشر ، وجها لوجه ، ينطلق من ملاحظاتنا على تجارب الجدال بين المذاهب الإسلامية ، التي قد تنسب بعض الأفكار إلى جماعات لا تقول بها ، أو تبتعد عن الدقة في المفردات المتناثرة في هذا المحور أو ذاك ، كنتيجة لسوء الفهم ، أو لإجمال الكلام ، أو لبعض الروايات غير الدقيقة في نقل المضمون الفكري ، أو ما إلى ذلك.
وهذا ما لاحظناه في ما نسب إلى الشيعة الإمامية من الغلوّ في الأئمة ومن السجود لغير الله ، في ما يأخذونه من تراب قبر الإمام الحسين عليهالسلام ، للسجود عليه في الصلاة ، بحجة أنه يمثل السجود للإمام الحسين عليهالسلام ، ومن التحريف للقرآن ، وغير ذلك من الأمور التي قد يلتقي المسلمون على