على الناس الذين ينطقون بالشهادة بالمستوى الذي لا تتسع له كلمة الكفر أو الشرك في ما يتعلق بها من أحكام.
* * *
ضرورة التوازن
وإذا كنا لا نقرّ إطلاق كلمة الشرك على المسلمين الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء ويتبركون بقبورهم ويطلبون من الله أن يشفّعهم فيهم ، أو يطلبون منهم أن يشفعوا لهم عند الله ، لأن ذلك لا يعني عبادة غير الله ، ولا يقترب ـ بالتالي ـ من أجواء الجاهلية التي كانت تدفع الناس إلى عبادة الأصنام حتى يقربوهم إلى الله زلفى. إذا كنا لا نقر للسلفيين ذلك ، فإننا نحب أن نوجّه الانتباه إلى أن التقاليد المتّبعة لدى العوام من المسلمين في تعظيم الأنبياء والأولياء وفي زيارة قبورهم قد تتخذ اتجاها خطيرا في خط الانحراف في التصور والممارسات ، وذلك من خلال الجانب الشعوري الذي يترك تأثيره على الانفعالات الذاتية في الحالات المتنوعة التي قد تدفع إلى المزيد من الممارسات المنحرفة في غياب الضوابط الفكرية التربوية ، في ما ينطلق به التوجيه الإسلامي للحدود التي يجب الوقوف عندها من خلال طبيعة الحقائق الواقعية للعقيدة ، لأنه لا يكفي ، في استقامة العقيدة ، أن لا يكون هناك دليل مانع من عمل معيّن ، أو من كلمات خاصة ، أو من طقوس متنوعة ، بل لا بد من الانفتاح على العناصر القرآنية للفكرة العقدية ، والأجواء المحيطة بها ، والروحية المميزة المتحركة في طبيعتها ، حتى لا تختلط مظاهر الاحترام بين ما يقدّم للخالق وما يقدّم للمخلوق ، بقطع النظر عمّا إذا كان ذلك شركا أو كفرا ، أو لم يكن. ولا سيما إذا عرفنا أن الشعوب قد يقلّد بعضها بعضا في الكثير من الطقوس والعادات في مظاهر الاحترام والتعظيم ، مما قد يؤدي إلى التأثر