الشعبي ببعض التقاليد الموجودة لدى بعض الشعوب غير الإسلامية التي قد تشتمل على العناصر الفكرية أو الروحية البعيدة عن فكر الإسلام وروحه.
إن هناك نوعا من التوازن في الحدود النفسية للارتباط الروحي بالأشخاص ، من حيث الشكل أو المضمون ، لا بد للمسلم من مراعاته من أجل الاحتفاظ بالأصالة الفكرية التوحيدية في خط الانفتاح على الله بما لا ينفتح به على غيره ، أو في طبيعة الدعوة إلى الله بما لا يدعو به إلى غيره ، لإبقاء الصفاء العقيدي في العمق الشعوري الروحي للإنسان المسلم ، لأن ذلك هو السبيل الأمثل للاستقامة على الخط المستقيم ، لأننا لا نريد أن نصل في استغراقنا العاطفي إلى لون من ألوان عبادة الشخصية في ما تتحرك به مشاعر العاطفة بعيدا عن رقابة العقل ، الأمر الذي يدفعنا إلى أن نتحمّل مسئولياتنا في الساحة الفكرية ، لنراقب طبيعة الأساليب الشعبية في ذلك كله ؛ لنبقى من خلال المراقبة الدقيقة في مواقع التوازن الفكري والروحي في خط العقيدة.
* * *
الدوافع الروحية للعبادة
وهناك نقطة لا بد من إثارتها في الحديث عن عبادة الله في مواقع توحيده والإخلاص له ، وهي الدوافع الروحية التي تدفع الإنسان المؤمن إلى العبادة.
فهناك الدوافع المتحركة من خلال الرغبة في الحصول على الجنّة ، على أساس الحصول على رضاه ، وهناك الدوافع المنطلقة من خلال الرهبة من النار ، على أساس البعد عن مواقع سخطه ، وهناك الدوافع المنفتحة على الله في مواقع ألوهيته في عظمته في كل صفاته الجمالية والجلالية ، على أساس استحقاقه للعبادة في ذاته ، بعيداً عن عامل الرغبة أو الرهبة.