وهذا ما يريد الله للإنسان أن يعيشه في وجدانه العقيدي ، وفي إحساسه الروحي ، فلا ينحرف به إحساسه بالحركة الإرادية ، في وجوده ، عن الخط المستقيم في العقيدة الذي يحركه نحو الإحساس بفقره إلى الله ، وحاجته إلى إمداده بعناصر البقاء في حركة وجوده ، بحيث يستعين به بمنطق وجوده التكويني الفقير إليه في كل لحظة ، كما يستعين به بمنطق إحساسه بالعجز الطارئ في كل شدّة ، ليتأكد عنده الإحساس بالعون التكويني في مسألة الوجود ، والعون العملي في مرحلة العجز.
* * *
التوحيد والحاجة إلى الناس
ثم تطرح القضية سؤالاً آخر :
كيف يكون التوحيد في الاستعانة بالله في مقابل الاستعانة بالآخرين ، مما يعيشه الإنسان في كل لحظة من لحظات وجوده ، في القضايا التي لا يستطيع الاستقلال فيها بنفسه ، بل يحتاج ـ فيها ـ إلى مشاركة الآخرين ، أو في القضايا التي لا يستطيع ممارستها بنفسه ، بل يحتاج إلى ممارسة الآخرين لها في حياته؟
فهل تكون الاستعانة بالناس في هذه أو تلك لوناً من ألوان الشرك العملي بالله؟
وكيف يمكن أن تستمر الحياة بالإنسان في ضوء هذا المنطق التوحيدي إذا حاولنا أن نفهمه بهذه الطريقة؟
إن المسألة ـ في الجواب عن هذا السؤال ـ ترتكز إلى العمق الفكري في التصور التوحيدي ، لا إلى الحركة الفعلية في الواقع العملي للإنسان ، إذ من