(إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (٧) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (٩) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ) (١٤)
____________________________________
لآثار رحمته تعالى فى الغيث ويشكرونها وإما إنذارا للذين يكفرونها وينسبونها إلى الأنواء وإسناد إلقاء الذكر إليهن لكونهن سببا فى حصوله إذا شكرت النعمة فيهن أو كفرت أو إقسام بآيات القرآن المرسلة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعصفن سائر الكتب بالنسخ ونشرن آثار الهدى من مشارق الأرض ومغاربها وفرقن بين الحق والباطل فألقين ذكر الحق فى أكناف العالمين والعرف إما نقيض النكر وانتصابه على العلة أى أرسلنا للإحسان والمعروف فإن إرسال ملائكة العذاب معروف للأنبياء عليهمالسلام والمؤمنين أو بمعنى المتابعة من عرف الفرس وانتصابه على الحالية والعذر والنذر مصدران من عذر إذا محا الإساءة ومن أنذر إذا خوف وانتصابهما على البدلية من ذكرا أو على العلية وقرئا بالتثقيل (إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) جواب للقسم أى إن الذى توعدونه من مجىء القيامة كائن لا محالة (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) محيت ومحقت أو ذهب بنورها (وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) صدعت وفتحت فكانت أبوابا (وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ) جعلت كالحب الذى ينسف بالمنسف ونحوه وبست الجبال بسا وقيل أخذت من مقارها بسرعة من انتسفت الشىء إذا اختطفته وقرىء طمست وفرجت ونسفت مشددة (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) أى عين لهم الوقت الذى يحضرون فيه للشهادة على أممهم وذلك عند مجيئه وحضوره إذ لا يتعين لهم قبله أو بلغوا الميقات الذى كانوا ينتظرونه وقرىء وقتت على الأصل وبالتخفيف فيهما (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) مقدر بقول هو جواب لإذا فى قوله تعالى (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) أو حال من مرفوع أقتت أى يقال لأى يوم أخرت الأمور المتعلقة بالرسل والمراد تعظيم ذلك اليوم والتعجيب من هوله وقوله تعالى (لِيَوْمِ الْفَصْلِ) بيان ليوم التأجيل وهو الذى يفصل فيه بين الخلائق (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ) ما مبتدأ أدراك خبره أى أى شىء جعلك داريا ما هو فوضع موضع الضمير