أهلها ومجتمعها وهم الذين يمثلون أخلاقيتها المنفتحة على الروح والرضوان ، ويجددون لها حيويتها وحركيتها في إنسانيتهم الخيّرة التي عاشت مع الله وانتهت إليه في مواقع القرب عنده.
* * *
العاملون أمام الامتيازات الطارئة
وقد ينبغي للعالمين في حقل التوعية والدعوة الإسلامية ، أن يركزوا على هذا الجانب في المفهوم الإسلامي الأصيل للقرب من الله والبعد عنه ، فلا يسمحوا للامتيازات الطارئة التي توزع الجنة والنار بين الناس على أساس أنسابهم ـ حتى ولو كان النسب مرتبطا برسول الله ـ أو على أساس انتماءاتهم المذهبية من دون أن يكون لذلك أيّ أثر في سلوكهم العملي وتطلعاتهم الروحية ، لأن ذلك يتنافى مع المفهوم القرآني ، الذي يعتبر الأساس في صحة أيّ مفهوم وفساده ، فإذا كان القرآن يطرح القضية في موقع الإيمان والعمل ، فكيف يمكن أن نجرد المقياس من العمل فنعتبره ثانويا ونبقي على جانب الإيمان وحده؟! ثم هل يمكن أن نكتشف الإيمان الحق إلا من خلال العمل؟! أمّا ما يخيّل وجوده لدى بعض الناس من عاطفة إيمانية ، إزاء بعض المقدسات أو الروحيات ، فإنها قد تدخل في نطاق التربية العاطفية ، التي يعيشها الإنسان في طفولته أو في بيئته ، بعيدا عن جانب العقيدة عنده.
وقد يحاول البعض أن يدخل قضية الاستثناءات المطروحة في باب العام والخاص أو المطلق والمقيد ، ممّا اعتاد الفقهاء والأصوليون إثارته في كل قضية من القضايا الشرعية التي يقف فيها الإنسان بين أمرين ، أحدهما يدل على الإطلاق ، والآخر يدل على التحديد ، فيحملون المطلق على المحدود ، فيركزون بذلك الاستثناءات في القاعدة.
ونحن لا نمانع في القضية من ناحية المبدأ ، فإن هذه القاعدة اللغوية