تتحدّد بمقدار ما تحقق من هدف الأمر والنهي ، سواء كانت الغاية مربوطة بكيفية أداء الطاعة كما في الصلاة والصوم ، أو كانت متصلة بالواجبات أو المحرمات المرتبطة بهدف واحد ، من حيث علاقتها بتكوين الشخصية الإنسانية على قاعدة واحدة. ولعل الآية التي تحدثنا عنها أبلغ شاهد على الفكرة ، لأن احترام حرية الإنسان في نفسه وفي أرضه ينطلق من فكرة الإيمان بحرية الإنسان المنطلقة من الإيمان بالله في رسالته وشريعته ، فلا معنى لأن يؤمن الإنسان بهذه الحرية في جانب ويكفر بها في جانب آخر ، لارتباط المواقف بعضها ببعض في تحقيق هذا المعنى الكبير في الحياة.
٢ ـ إن من الممكن استيحاء الفكرة التي ترفض ما تعارف عليه بعض المسلمين من المتأثرين بالمبادئ والأفكار الأوروبية ، سواء منها الأفكار الرأسمالية أو الماركسية أو غيرها من الأفكار غير الإسلامية المتعلقة ببعض الجوانب العملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وخلاصة ما يثيره هؤلاء أن بإمكاننا أن نأخذ من الإسلام الجانب الروحي والأخلاقي في المفاهيم والتشريعات المتعلقة بالحياة ، ولا سيما ما يتعلق منها بالجانب العبادي أو الأحوال الشخصية ، أمّا التنظيم الاقتصادي والسياسي والتخطيط الاجتماعي ، فلا بد لنا فيه من الرجوع إلى الفكر الأوروبي ، لأن هذا الفكر يرتكز على قواعد علمية مبنية على دراسة الواقع من خلال المعطيات العامة التي أفرزها التطور ، ويقررون ـ في هذا المجال ـ أن التشريعات الإسلامية التي تتصل بهذه الجوانب لا تفي بحاجة الحياة إلى التنظيم والتخطيط ، ولكننا نلاحظ أن هذا اللون من التفكير محكوم بعقلية الانبهار بالفكر الأوروبي الذي قد يعتبره فوق مستوى النقد ، بل هو باعث الحياة المتطورة على صورته ... وربما كان من الأجدر بهم ـ من وجهة الإخلاص للتفكير العلمي ـ أن يدققوا في القواعد العامة الإسلامية التي تضمنتها نصوص الكتاب والسنّة ، وفصّلتها أبحاث الفقهاء المسلمين المستمدة من المصادر