عن الانفتاح عليه أو حرّفوه عن مواضعه ، فإنهم يسقطون في عذاب الله ، (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) جزاء لهم على جحودهم وإنكارهم بعد قيام الحجّة عليهم.
* * *
دقة المصطلحات وإيحاءاتها
وهذه قاعدة إسلامية توحي للمسلمين في كل زمان ومكان بالتدقيق في مداليل الكلمات والمصطلحات التي يستعملونها ، ودراسة الآفاق التي يمكن أن تثيرها في ما لها من مفاهيم ضيّقة أو واسعة لدى الناس ، مما قد يلتقي بالمعنى الإسلامي الأصيل ، ومما قد لا يلتقي به ، لئلّا يساء استغلالها من قبل الآخرين في مقاصد شرّيرة ضالّة أو كافرة يراد بها تمييع المفاهيم الإسلامية وإرباكها ، كما نلاحظ في بعض الكلمات التي أخذت في حياة الناس أبعادا معينة لا تنسجم مع التفكير الإسلامي ، كما في كلمة «الحرية» التي أصبحت تحمل من المعاني الكثير الكثير مما قد لا يتوافق مع الحدود التي يقف التشريع الإسلامي عندها في أوضاع الإنسان وأفعاله وعلاقاته وأقواله ... فقد أخذت هذه الكلمة بعضا من أفكار الاتجاه الرأسمالي الذي يعطي الفرد مساحة واسعة في تصرفاته بعيدا عن كل مضمون أخلاقي أو إنساني ، فأصبح من ملامحها البارزة أن يسمح الإنسان الفرد لنفسه بأن يفعل ما يشاء في علاقاته الجنسية ، أو الاقتصادية ، أو السياسية ... بشرط أن لا يعتدي على حرية غيره ، بل ربما امتد ذلك إلى حرية الانتحار مما لا يوافق عليه الإسلام. وهكذا القول في كلمة الديمقراطية التي يستعملها بعض المسلمين في الأسلوب الذي يضادّ الاستبداد والفردية والتسلط في الحكم والتشريع والعلاقات العامة ، ويتناسب مع الطريقة السمحة المتواضعة في صفات الناس ، فيقال : إن الإسلام