(أَمانِيُّهُمْ) : الأماني جمع واحدها أمنية من التّمنّي.
(مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) : أخلص له في العمل.
* * *
أهل الكتاب بين الأماني والحقائق
هذا فصل جديد من السورة ، يدخل فيه القرآن معهم في حوار غير مباشر ، أو يوحي للنبي بالدخول معهم في ذلك ، وهو جزء من حملة التوعية العملية للمسلمين لمعرفة ما حولهم ومن حولهم ، وأسلوب من أساليب التعرية للواقع الداخلي لهذه الجماعات من خلال الأوهام الساذجة التي يحملونها عن مصيرهم ومصير غيرهم من الناس من دون استناد إلى ركن وثيق ، فهم يحسبون أن الجنة محجوزة لليهود وللنصارى ، فهذا هو ما يقوله اليهود عن أنفسهم ، وما يقوله النصارى عن أنفسهم.
* * *
طلب البرهان على صدق دعواهم
(وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) ولكن القرآن يواجه هذه الأوهام بتعليق ساخر مهذّب : (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ) ، ولكلّ إنسان مطلق الحرية في تمني ما يشاء لنفسه ، فإن مساحة الأماني الذاتية واسعة سعة الخيال ، فإذا كانت كلماتهم هذه من وحي التمنيات ، فلتكن لهم حريتهم في إطلاقها كما يريدون ، وإذا كانت من وحي العقيدة التي تحدد للإنسان مصيره الذي يبني