والاجتماعية ـ دخولها دخول الخائف ، سواء كان مجيئهم إليها لأجل الدخول في الإسلام أو لغير ذلك من الأغراض الأخرى.
* * *
لله المشرق والمغرب
(وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ) إنّ الآية تعبّر عن حقيقة توحيدية ، وهي أنّ الله ليس جسما ليوجد في مكان دون مكان كما توجد الأجسام ، بل هو فوق المكان والزمان ، مالك كلّ شيء وخالقه ، فلا يختصّ به مكان أو جهة ؛ فله المشرق والمغرب ، فأينما وجّهتم وجوهكم فإنكم ستجدون الله أمامكم ماثلا في خلقه من خلال دلالة الخلق على عظمة الخالق. فإن الله واسع في ملكه وقدرته ، عليم بما في قلوبكم حيث تتوجه في عبادتها وإخلاصها.
هذا هو الجوّ الذي توحيه الآية ، ولكن ماذا خلفها ، وماذا في مجالاتها من حدود؟
هل نزلت في توجّه الإنسان إلى الصلاة ، لتكون واردة في مورد تحديد القبلة كما ينقل عن ابن عباس ، فقد روي عنه أنها نزلت في اليهود الذين أنكروا تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ، أم أنها نزلت في صلاة التطوع على الراحلة ، كما روي عن أئمة أهل البيت عليهالسلام ، أم نزلت في حالات الجهل والتحيّر إذا صلى المصلون إلى جهة غير القبلة باعتقاد أنها القبلة ، كما روي عن جابر في قصة حدثت في زمن النبي محمد صلىاللهعليهوآله؟ (١).
ليس في الآية ما يدل على اختصاصها بحالة الصلاة أو صلاة معيّنة ،
__________________
(١) يراجع : مجمع البيان ، ج : ١ ، ص : ٣٦٣.