الآية : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) (١).
* * *
استفادات عملية من وحي ما تقدم
ذلك هو بعض الحديث في الجانب التفسيري للآيتين ، فما ذا عن المعطيات العملية التي نخرج بها في واقعنا الإسلامي المعاصر؟ هنا يمكننا استيحاء نقطتين :
النقطة الأولى : إننا نستفيد من الآية الأولى ، تأكيد الجوانب العبادية كالصلاة والصوم ، والعناصر النفسية الأخلاقية كالصبر ونحوه في بناء شخصية الإنسان المسلم ، من أجل إبعاده عن أجواء الانحراف الفكري والعملي ، لأن ذلك ما يحقق له قوة الاندفاع في الجانب العملي ، ويعينه على مواصلة السير في الطريق المستقيم.
إننا نشعر بالحاجة إلى الإلحاح على ذلك في أساليبنا التوجيهية ، وعدم الاكتفاء بالأساليب الفكرية التي تدفع الإنسان إلى الدخول في متاهات الجدل الفكري من دون أن يتحرك في الاتجاه العملي ، لأن ذلك قد يفيد بالنسبة للأشخاص الذين يختلفون معك في أسس الإيمان ، أما المؤمنون الذين انحرفوا عن الخط ولم ينحرفوا عن الإيمان ، فإنهم يحتاجون إلى التربية العملية التي تهيئ لهم سبل الانضباط في نطاق تقوية إيمانهم ، ولا فرق في ذلك بين المؤمنين التقليديين الذين يعيشون الإيمان الفطري ، وبين المؤمنين الذين يحملون الإيمان ، المشوب ببعض الانحرافات الطارئة .. فالأسلوب الأفضل
__________________
(١) الطباطبائي ، محمد حسين ، الميزان في تفسير القرآن ، مؤسسة الأعلمي ، ط : ١ ، ١٤١١ ه / ١٩٩١ م ، ج : ١ ، ص : ١٥٣.