اليهود المعاصرون للنبي امتداد لمن سبقهم
١ ـ إنّ الله يخاطب بهذه الآيات اليهود الذين كانوا معاصرين للنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع أنّ هذه القضايا التي أثارتها الآيات حدثت مع القوم الذين كانوا معاصرين لموسى ، فكيف يخاطب الله بها غير أصحابها؟!
والجواب على ذلك : أن الجماعة التي عاصرت النبي محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت امتدادا لتلك الجماعة في مفاهيمها وقناعاتها وتمردها وبغيها ، لأنها مارست الأساليب التي مارسها أولئك مع موسى من اللف والدوران وارتباك المواقف. وعلى ضوء هذا ، نستفيد الفكرة التالية : إن كل فئة من الفئات التي تكون امتدادا لتأريخ معيّن تتبناه وترضى به ، تعتبر شريكة للفئات التي مارست ذلك التاريخ. وعلى هذا الأساس ، نستطيع أن نحاسب أيّة فئة في مجتمعنا مشدودة إلى أيّ تاريخ انشدادا نفسيا أو فكريا أو عمليا ونخاطبها تماما بكل السلبيات المتحركة فيه ، لأن الرضى والانتماء يجعلانها في الموقف نفسه وفي الاتجاه ذاته ، مما يجعل الماضي قاعدة للمستقبل في مركز الوحدة الفكرية والروحية للفكرة وللحركة.
* * *
بنو إسرائيل ... صورة التمرد المستمر
٢ ـ إنها تعطينا صورة مجملة عن بني إسرائيل الذين كانوا يعيشون التمرد والقلق والطفولة الفكرية التي تقفز من طلب إلى طلب ، ومن حاجة إلى حاجة ، لأنهم لم يرتكزوا على قاعدة فكرية أو روحية ، بل كانوا يتحركون