النبوّات في قضية يوم القيامة.
وهذا تأكيد لدور العقل في مسألة العقيدة التي تستطيع أن تأخذ من حركته في القضايا الفكرية الأساس القوي الذي يركز الفكرة على قاعدة ثابتة لا تهتز تحت تأثير الأهواء والعواصف.
* * *
من وحي الآيات
ويمكن أن نخرج من هذا الموقف القلق بانطباعين :
الأول : أنهم كانوا يبحثون عن الحجة التي تبرر لهم الامتناع عن أداء الأوامر وامتثالها ، وذلك بإثارة الفضول أمام النبي مما يدخل القضية في نطاق المناقشات الجدلية التي تفقد الموقف روحانيته وحيويته وجديته ، وتؤدي بالنتيجة ـ في زعمهم ـ إلى انسحاب النبي من الساحة وإلغاء الأمر من خلال الحالة النفسية التي تثيرها هذه الأجواء في نفسه.
الثاني : أن يأخذ القادة درسا عمليا في المسؤوليات العادية الموجهة إلى الأشخاص ، التي لا تنطلق من حكم شرعي محدّد ، بل من مهمّات عمليّة عامة تدخل في حركة العمل ، فإذا واجهتهم مثل هذه النماذج ، فإن عليهم أن يواجهوها بطريقة تأديبية هادئة ، كدرس عملي لهؤلاء بأن يمتنعوا عن الأسئلة التي لا معنى لها ، لئلا يعودوا إلى مثلها في المستقبل عند ما يشعرون بأن ذلك قد كلفهم مسئوليات ثقيلة لم تكن واردة في الحساب ..
وهذا ما نستوحيه من الحديث المأثور عن النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد روي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خطب أصحابه فقال : إن الله كتب عليكم الحج ، فقام عكاشة (ويروى سراقة بن مالك) فقال : أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض