مرحلة التحريف
ويقف القرآن مع النبي والمؤمنين معه ، في معالجة قضية الدعوة أمام اليهود ؛ فقد كان النبي والمؤمنون معه يستشيرون مختلف الأساليب الفكرية والعاطفية في إقناعهم بالإسلام ، من أجل أن يؤمن اليهود المعاصرون للدعوة الإسلامية ، لأنهم كانوا يرون بعض ملامح الأمل في بعض كلماتهم وأوضاعهم العامة ، وكانوا يبذلون في ذلك جهدا كبيرا ، لما يمثله اليهود في المدينة من قوة روحية ومادية ، ممّا يجعل من إيمانهم بالإسلام قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال القوة الإسلامية المتقدمة.
* * *
الطمع في إيمان اليهود أمل ضائع
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) وهذا خطاب للنبي وللمؤمنين معه الذين كانوا يطمعون في إيمان اليهود في المدينة لأنهم أهل كتاب ، فقد اطلعوا على ما في التوراة من حقائق العقيدة والشريعة والبشارة بالنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم مما جاء القرآن مصدّقا له ، الأمر الذي يجعل الحقيقة الإسلامية واضحة أمامهم بحيث لا مجال فيها لأية شبهة ، بل قد تكون المسألة في الوجدان الإسلامي للمسلمين في علاقتهم باليهود أنهم قد يتحولون إلى دعاة للإسلام من موقع الوعي العقيدي المرتكز على العلم الذي حصلوا عليه من التوراة ، ولكن القرآن يؤكد للمسلمين أن المشكلة لدى هؤلاء ليست كالمشكلة لدى غيرهم من الكافرين ، وهي مسألة جهلهم بالإسلام وبالحقائق الكامنة فيه ، ليحتاج النبي إلى جهد كبير في تعليمهم الكتاب والحكمة والدخول معهم في حوار طويل ،