إلى فلان إذا ملكها مرة ثانية وهو نظير العود.
(الْمُهْتَدُونَ) : الاهتداء : الإصابة إلى طريق الحق.
* * *
الثبات أمام التحديات
ربما يوحي جوّ هذه الآيات وأسلوبها ، بالتفاتة قرآنية توجّه الإنسان المسلم إلى استثارة إيمانه الكامن في أعماقه في حركة معاناة عميقة تتصل بالواقع الذي يضج بالتحديات والمشاكل والمآسي المتنوّعة التي تقتحم حياته فتهزها في دائرة القلق والاهتزاز ، فيقف أمام ذلك كله وقفة إيمان واع يعرف قصة الحياة على أساس السنن التي أودعها الله فيها ، فليست هي عسرا كلها وليست يسرا كلها ، بل هي العسر في طريق اليسر ، واليسر في نهايات العسر ونتائجه. فإذا واجه الإنسان بعضا من العسر في طريقه إلى الله ، أو ثقلت عليه الأعباء في دروب الأهداف ، فلا بدّ له من الاستعانة بالصبر ليدعم إرادته ويقوّيها ويبعث فيها روح التماسك والصلابة من أجل الحصول على الموقف الصلب والشخصية المتماسكة ، ولا بدّ له ـ في نطاق ذلك ـ من الاستعانة بالصلاة ، لأنها تفتح للقلب النوافذ الواسعة المضيئة على الله القادر الحكيم الرحيم ، الذي تنطلق حكمته لتخطط للإنسان حياته على أساس من المصلحة والحكمة ، وتتحرك رحمته لترفرف على روحه بالرضى واللطف والحنان ، فلا يثقله البلاء بالمستوى الذي لا يستطيع احتماله ، بل يظل الإنسان معه في جوّ رحيب يستريح فيه إلى التجربة ويعيش آفاق الأمل ، وتحتضن قدرته الحياة بكل ما فيها من طاقات وقوى لتذلل كل صعب ، وتقهر كل قدرة ، فيخرج الإنسان من ذلك كله إلى الأجواء الرحبة التي لا تضيق معها الروح بالمشاكل ، ولا