على نتائج النصر في الدنيا والسعادة في الآخرة ، لأن ذلك هو سبيل الوصول إلى الأهداف الكبيرة التي يستهدفها أصحاب الرسالات السماوية.
* * *
علاقة الصبر بالجانب الروحي للعقيدة
٤ ـ إن الدعوة إلى الصبر في الشدائد والأهوال لا تشبه الدعوات التي يوجهها الآخرون في أساليبهم المتنوعة حيث تؤكد المعاني الإنسانية الذاتية في الحديث عن النتائج السلبية والإيجابية ، بينما نجد القرآن يربط الموضوع بالعقيدة ودلالتها وإيحاءاتها وعلاقة ذلك كله بالجو الروحي الذي يتطلع إلى رضى الله ومحبته ورحمته ، لئلا يتجمد الإنسان في مواقفه على النوازع المادية التي تربطه بالحياة الدنيا ، فيخلد إليها في استسلام مهين ، ويبتعد بذلك عن أخلاقية الإسلام المتصلة بالحياة من خلال اتصالها بالله ، المرتكزة على الأسلوب الإسلامي التربوي الذي يجعل الهدف الإنساني مرتبطا بالعلاقة الحميمة بالله ، في سير الإنسان الأخلاقي ، الأمر الذي يدفعه إلى التغلب على كل النتائج السلبية على مستوى الحياة الدنيا إذا كانت النتائج إيجابية على مستوى الحياة الأخرى في رضوان الله وعفوه وغفرانه ، لتبقى الحوافز الدافعة إلى الالتزام والانضباط حيّة قوية في مختلف الظروف والأوضاع من دون الاستسلام لأيّة نقطة من نقاط الضعف الإنساني.
* * *