لأن العلم كان قبل الجهل» (١). وجاء عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من كان عنده علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار» (٢) وهو قوله تعالى : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
* * *
الله يقبل من التائبين توبتهم
وقد جاءت الآية الثانية لتوحي للسائرين في هذا السبيل بالتراجع عن هذا الخط المنحرف وبالعودة إلى الله والتوبة عن هذا الخطأ الكبير ، وذلك بالسير من جديد في طريق الإبلاغ والدعوة والبيان ، ولتعرّفهم أن الله يتقبل التائبين الصالحين المصلحين ، فيقبل توبتهم ويجزل ثوابهم على العمل الصالح الجديد ، لأنه التوّاب الذي لا يحرم أي تائب من قبول التوبة ، ولا يمنع أحدا من رحمته التي سبقت غضبه وأحاطت بكل شيء.
(إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) وأنابوا إلى الله ، وغيّروا ، وبدّلوا ، وبدأوا بحمل الرسالة والدعوة إليه تعالى ، (وَأَصْلَحُوا) أمرهم في سرّهم وعلانيتهم ، فكان الصلاح في النية والعمل هو الطابع الجديد للحياة التي يعيشونها ، (وَبَيَّنُوا) للناس الحقائق الإلهية التي كتموها وانطلقوا من جديد في خطوة تصحيحية ليكونوا الدعاة إلى الله ، الأدلّاء على دينه ، القادة إلى سبيله ، (فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) فأغفر لهم ما أسلفوه من الذنوب ، (وَأَنَا التَّوَّابُ) على المذنبين (الرَّحِيمُ) للخاطئين المنيبين.
__________________
(١) م. ن ، م : ١ ، ج : ٢ ، ص : ٣٧٩ ، باب : ١٣ ، رواية : ١٤.
(٢) م. ن) م : ١٩ ، ج : ٥٧ ، ص : ٤١٥ ، باب : ٣٩ ، رواية : ١١.