الله ، فلما عزم قال الله ثوابا له لما صدّق وعمل بما أمره (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) ، ثم أنزل عليه الحنيفية وهي الطهارة» (١). وقد يبعث هذا الحديث على التأمل في تفسير الإمامة بالنبوّة كما يوحي به جوّ الآية في ما نرى من حديث ، لأن ابتلاء الله لإبراهيم بذبح ولده كان متأخرا عن النبوّة ، لأن الله رزقه به في آخر أيامه ، كما يتحدث القرآن عن ذلك في بشارة الملائكة له به وبأخيه بعد اليأس .. وقد نلتقي بتفسير آخر للإمامة ينسجم مع الحديث في الفقرة الثالثة منه.
* * *
معنى الإمامة
٣ ـ للإمام معنيان : أحدهما ما يوحي به المعنى اللغوي ، وهو : «المقتدى به في أفعاله وأقواله ، والثاني : إنه الذي يقوم بتدبير الأمّة وسياستها والقيام بأمورها ، وتأديب جناتها ، وتولية ولاتها ، وإقامة الحدود على مستحقيها ، ومحاربة من يكيدها ويعاديها» ، وغير ذلك مما يرادف السلطة الكاملة في خطواتها التنفيذية.
«فعلى الوجه الأول ، لا يكون نبيّ من الأنبياء إلا وهو إمام ، وعلى الوجه الثاني ، لا يجب في كل نبي أن يكون إماما ، إذ يجوز أن يكون مأمورا بتأديب الجناة ، ومحاربة العداة ، والدفاع عن حوزة الدين ومجاهدة
__________________
(١) الطبرسي ، أبو علي ، الفضل بن الحسن ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان ، ط : ١ ، ١٤٠٦ ه ـ ١٩٨٦ م ، ج : ١ ، ص : ٣٧٧.