(وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) : تقليبها جنوبا وشمالا ، حارّة وباردة ، وتوجيهها إلى الجهات المطلوبة.
(وَالسَّحابِ) : الغيم.
(الْمُسَخَّرِ) : المذلل بأمر الله تعالى ، يسير إلى حيث شاء الله.
* * *
توحيد الله الرحمن الرحيم
(وَإِلهُكُمْ) الذي خلقكم ورزقكم وأبدع الكون كله وأوجده من العدم ، ومنحه نظامه البديع في دقته ، المتنوع في أشكاله وألوانه وخصائصه وآثاره ، وجعل الفطرة الكامنة في وجودكم العقلي والروحي دليلا عليه وعلى وحدانيته ، (إِلهٌ واحِدٌ) لا مجال لتعدده في الاثنينية التي قد يعتقدها البعض ، أو في الآلهة التي قد يتصورها بعض آخر بأنها الوحدة التي لا تقبل التجزئة ولا يمكن أن تنفتح على حركة العدد في امتداده ، بل تنفتح على أعمق أعماق معنى الوحدة في العقل والإحساس والوجود.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فهذه هي الحقيقة التفصيلية للتوحيد التي لا بد لكل مؤمن من أن يختزنها في وجدانه الإيماني من أجل نفي الألوهية عن كل ما يعتبره الناس إلها ، أو ما يمكن أن يمنحوه هذه الصفة في المستقبل كاستغراقهم في خصائص الموجودات الذاتية مما تمثل فيها من عناصر العظمة التي توحي إليهم بالاعتقاد المنحرف ، والتصور المشرك ، وإثبات الألوهية لله وحده في تعينه في ذاته ، بحيث تنفي وحدته غيره من دون حاجة إلى نفي الغير بطريقة خارجية.