أن تبني الإنسان على أساس الرحمة ليعمل الناس على الوصول إلى هذا الهدف الكبير في نهاية المطاف.
* * *
القرآن والمنهج الفكري للإنسان
وتأتي الآية الثانية حاملة دعوة إلى العقل لأن يتحرك في أجواء الكون ليكتشف الله من خلال اكتشافه لأسرار خلقه ، وتأكيدا على أن قضية الإيمان هي قضية عقل وفكر لا قضية مزاج وعاطفة ، وإشارة ذكيّة موحية بأن غفلة الناس عن الله وابتعادهم عن سبيله ينطلقان من تعطيل العقل عن الحركة في اتجاه المعرفة بالابتعاد عن الأجواء والوسائل الطبيعية للمعرفة والإيمان ، ولا يرتبطان بواقعية الفكرة المضادة وقابليتها للامتداد في وجدان الإنسان كحقيقة فكرية حاسمة.
* * *
ونلاحظ في تفسير هذه الآية عدة ملاحظات :
حركة العقيدة في الظواهر الطبيعية :
١ ـ إن الملحوظ في مفردات القضايا والظواهر التي أثارتها الآية الكريمة أمام الإنسان هو أنها تواجه الناس في حياتهم اليومية ، فتلفت أنظارهم بشكل طبيعي ، إلى أن الطريق إلى معرفة الله لا يتوقف على الاستغراق في الأجواء الفلسفية المجرّدة التي تبتعد بالإنسان عن حياته ، ليضيع في متاهات الفرضيات