العمل من خلال رسالاته في الحياة ، مما يعني أن يكون التعبير عن الحب بالعمل الصالح الذي يحبه ويرضاه.
وفي ضوء ذلك ، نفهم الاتجاه القرآني الذي يدعو الإنسان إلى التفكير في خلق الله وفي صفاته ، ونفهم الأحاديث التي تدعو إلى التفكير في خلق الله وتنهى عن التفكير في ذاته ، لأن التفكير في ذاته يغرق الإنسان في متاهات واسعة من الفكر التجريدي الذي لا ينتهي إلى نتيجة ، ومن المشاعر السلبية التي لا تؤدي إلى أساس معقول ، بينما ينطلق التفكير في خلقه ليقود الإنسان إلى العقيدة المرتكزة على أساس واقعي ، يربط العقيدة بالخط المعقول والمشاعر الطبيعية الإيجابية التي ترتبط بالله من خلال ما تعيشه من نعم وأوضاع ، وما تشاهده من ظواهر وآيات ، فكأنها ترى الله في ما تراه وتتعاطف معه من خلال التعاطف مع عظمة الخلق وإبداعه وروعته.
ولعل الأحاديث الكريمة التي تدعو إلى أن نتخلق بأخلاق الله ، تتحرك في هذا الاتجاه الذي يريد أن يجعل العلاقة خاضعة للخط الواقعي العملي في الأخلاق والصفات ، ليحبّ الإنسان الله من خلال صفاته التي تتحول في حياته إلى عيش وإيمان وحياة ، ليبتعد بذلك عن الاستغراق في الأجواء الضبابية التي تعزله عن ذاته وعن مسئوليته العملية أمام الله.
* * *
القرآن ومعالجته لأسباب الحب المنحرف
وقد عالج القرآن هذا الحب المنحرف لغير الله بالبحث عن جذوره في نفس الإنسان ، فقد يكون من أسبابه شعوره بالقوة التي يملكها هؤلاء الظالمون والمنحرفون في ما يملكون من شؤون الملك والسلطان في الدنيا ، فيخيّل