وبناء على ما تقدم ، نستطيع أن نستوحي من هذه الآيات عدة نقاط ، أهمها التالي:
* * *
الالتزام الفكري يقود إلى الالتزام العاطفي
١ ـ إن الالتزام بالعقيدة لا يتمثل في الالتزام الفكري الذي يمثل الموقف الفكري للإنسان ، بل يمتد إلى الالتزام العاطفي والروحي مع خط الفكر في حركة الحياة إزاء العلاقات الإنسانية الموافقة أو المضادة ، فإن التقاء الجانب العاطفي بالجانب الفكري في شخصية الإنسان المسلم يمثل وحدة الشخصية ، بينما يكون اختلافهما مظهرا من مظاهر ازدواجيتها وتمزقها الذاتي ، مما يترك آثارا سلبية على استقامتها على الخط الإسلامي المستقيم.
وإذا كانت العواطف غير الإسلامية تنطلق من مفاهيم غير إسلامية ، باعتبار أن العاطفة هي نتيجة المفهوم الكامن في الذات ، فإن ذلك يؤدي إلى التناقض بين الالتزام الفكري الذي يوحي بعاطفة إيجابية ، والعاطفة السلبية الناتجة عن مفهوم مضادّ ، فكيف يمكن اجتماعهما في الذات في الوقت الذي ينفي فيه أحدهما الآخر؟!
* * *
الحبّ موقف لا عاطفة مجرّدة
٢ ـ إن الحب في المفهوم القرآني لا يتمثل في العاطفة المجرّدة ومظاهرها الساذجة ، بل يتمثل في العاطفة التي تتحول إلى مواقف عملية في