المسؤولية تمنح بعد الاختبار
١ ـ إن المسؤولية لا تمنح إلّا بعد الابتلاء والاختبار ، ولا سيما إذا كانت تتعلق بالأمر الذي يستدعي تغيير الأمة في حاضرها ومستقبلها ، فلا يمكن أن تجعل على أساس انطباعات عامة ، أو على أساس المجاملات والمحسوبيات الخاصة ...
وإن القدوة في الأفعال والأقوال لا يمكن أن تجعل لإنسان إلا بعد أن تثبت كفاءته في مجال الإخلاص في السلوك والتعامل والعلاقات ، لأن معنى القدوة ، أن يكون الشخص هو الوجه الذي يتجه الناس إليه والقاعدة التي يتحرك المجتمع منها ، فكيف يمكن أن يتحقق ذلك من دون الابتلاء والخبرة الطويلة؟!
* * *
الظالمون لا يصلحون للقيادة
٢ ـ إن القائمين على شؤون الأمة لا بد أن يكونوا بالمستوى الذي يرتفعون به عن صفة الظلم في حياتهم ، لأن الإنسان الذي يعيش الظلم في حياته لا يمكن أن ينطلق بعيدا في محاربة الظلم ورفعه عن حياة الناس. وقد وردت الأحاديث الكثيرة عن أئمة أهل البيت عليهالسلام توضح ـ من خلال هذه الآية ـ أن الخلافة لا يمكن أن تجعل للظالمين أنفسهم بالمعصية وبالكفر حتى قبل حصولهم على الخلافة ، لأن قضية المسؤولية ترتبط بالتاريخ العميق للشخصية ، بالإضافة إلى الحاضر الذي يمثل الانضباط في