الضروري أن تكون مسبوقة بالذنب في أيّ حال من الأحوال.
* * *
إبراهيم وولده يخطّطان للإسلام الحركيّ
ثم يتجه الدعاء اتجاها آخر ، فقد لا يكفي أن يسلم الفرد وجهه لله ، أو يسلم المجتمع حياته لله إذا لم يكن هناك مضمون فكري وعملي يحقّق للإسلام المعنى الحيّ المتحرك الذي يحقق للحياة أن تكون صورة لإرادة الله في ما يفعله الإنسان أو يتركه ، وذلك من خلال الرسالات التي تضع للإنسان الخطوط التفصيلية الواضحة المحدّدة لحركته في الحياة ، وتشير إلى الأهداف الكبيرة التي تحكم مسيرته في الكون ، لتكون الصلة بالله عميقة ، منفتحة في نطاق الوسيلة والهدف ، فلا لبس هناك ولا غموض ولا انحراف ، بل هو الوضوح في الرؤية والاستقامة في الخط والانفتاح الواعي على الله في كل إرادته .. فكان الدعاء الأخير أن يبعث الله في أفراد هذه الأمّة التي تعيش في هذا البلد رسولا منهم ، فيعرف كل نوازعهم وأوضاعهم وتطلّعاتهم وعقلياتهم ... فيتلو عليهم آياته بالأسلوب الذي يتناسب مع عقلياتهم وأفكارهم ، ويعلمهم الكتاب الذي أنزله الله عليهم والحكمة التي يتضمنها ذلك الكتاب ، ويزكيهم بمواعظه ونصائحه وسيرته ، لتتحوّل الأمّة إلى خط الوعي والريادة التي تعيش المسؤولية في حمل الرسالة بعيدا عن كل النوازع الذاتية والآفاق الضيّقة.
الكعبة مثابة وأمن
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ) الكعبة الحرام (مَثابَةً لِلنَّاسِ) مرجعا ومآبا يثوبون إليه ويقصدونه من كل مكان ، فيكون موقعا لحركتهم العبادية ومناسبة لاجتماعهم