بين الرسالة والقيادة
٣ ـ ويستوحي المتأمل من هذه الآيات ، أن يفكر المسؤولون عن العمل الإسلامي في مسئوليتهم الرسالية في تهيئة الأجواء الإسلامية للناس من خلال وجود مسئولين دينيين في حياة المجتمع ، باعتبارهم الذين يملكون قدرة قيادة الناس في خطوات الفكرة على أساس تفصيلي واضح ، فلا يغرقون في الشموليات التي تفقدهم الرؤية الواضحة للطريق ، ولا يضيعون في الطريق بين العلامات المتنوعة أو الرمال المتحركة.
إن هذا الدعاء الأخير الذي يطلب من الله إرسال الرسول ، يوحي لنا بالحاجة إلى الرسالة والرسول في كل عمل تغييري يستهدف تغيير المجتمع من الجذور ، فلا قيمة للقيادة بدون رسالة ، ولا قيمة للرسالة بدون قيادة تدل الناس على مواضع الطريق ... وقد يجدر بنا أن نشير ، في نهاية الحديث ، إلى الحديث المأثور عن النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو يعلّق على هذه الآية : «أنا دعوة أبي إبراهيم» (١).
* * *
__________________
(١) الصدوق ، الفقيه ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، ج : ٤ ، ص : ٣٦٩ ، باب : ٢ ، رواية : ٥٧٦٢.