قائمة الکتاب
وصية إبراهيم ويعقوب لأبنائهما
٤٢
إعدادات
تفسير من وحي القرآن [ ج ٣ ]
تفسير من وحي القرآن [ ج ٣ ]
تحمیل
الرسالية التي ابتدأت من إحساسه الذاتي لتمتد في بنيه ، مما يوحي بأنه استطاع أن يجذّرها في الجيل الذي جاء بعده من خلال تجذرها في مهمته الرسالية.
* * *
وصية إبراهيم ويعقوب لأبنائهما
ولم يقتصر على نفسه في إسلامه هذا ، بل وصّى بها بنيه ، لأن الإسلام هو الذي اصطفاه الله للناس ، فلا بد لهم من أن يحيوا بالإسلام ويموتوا وهم يحملون كلمته ... وحملها يعقوب ـ حفيد إبراهيم ـ وصيّة يختم بها حياته ، فلم يقف في اللحظات الأخيرة منها ليتحدث عن شؤونه الحياتية في ما يخلّفه لهم من إرث مالي ، كما يتحدث الناس إلى ورثتهم في ذلك عند ما يفكرون بالوصية إليهم ، بل وقف ليطمئنّ على انسجامهم مع الخط العبادي المتمثل في هذا الإسلام لله.
(وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ) فقد انطلقت هذه التجربة في حياة الجد في حديثه مع بنيه وفي حياة الحفيد في وصيته لأولاده ، في دلالة رسالته على أن الرسالة كانت كل اهتماماتهما الروحية ، فلم يكتفيا بالجهاد في سبيلها في حياتهما ، بل انطلقا ليدفعا بها للاستمرار في الجيل الجديد بعد وفاتهما ، لأن الوصية تعبر في مضمونها عن القلق النفسي الذي يشعر به الإنسان تجاه ما أوصى به ومن أوصى له.
(يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ) واختاره منهجا للنجاة في الحياة ووسيلة للسعادة في الآخرة من خلال برامجه التي تكفل لكم العيش الرغيد والسلامة المريحة ، وانفتاحه على معرفة الله وطاعته للوصول إلى رضوانه ، وذلك من قاعدة واحدة ، وهي إسلام القلب والوجه والحياة كلها لله ، ليلتقي