والانفعال ، حتى أعطوا الحقد ـ الذي لا قداسة له ـ معنى القداسة.
* * *
بيان إنزال الرسالات وإيتائها
الثانية : إنّ هناك اختلافا في التعبير في الآية ، فقد عبّر عما عندنا وعمّا عند إبراهيم وإسحاق ويعقوب بالإنزال وعند موسى وعيسى والنبيين بالإيتاء وهو الإعطاء ، كما أشار إلى ذلك في تفسير الميزان ، فهل هناك نكتة في ذلك؟
يذكر العلامة الطباطبائي أن النكتة هي أن اليهود والنصارى يعتبرون «إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط من أهل ملتهم ، فاليهود من اليهود ، والنصارى من النصارى ، واعتقادهم أن الملة الحقة من النصرانية أو اليهودية هي ما أوتيه موسى وعيسى ، فلو كان قيل : وما أوتي إبراهيم وإسماعيل ، لم يكن بصريح في كونهم بأشخاصهم صاحب ملّة بالوحي والإنزال ، واحتمل أن يكون ما أوتوه هو الذي أوتيه موسى وعيسى عليهماالسلام نسب إليهم بحكم التبعية ، كما نسب إيتاؤه إلى بني إسرائيل ، فلذلك خص إبراهيم ومن عطف عليه باستعمال لفظ الإنزال ، وأما النبيون قبل إبراهيم فليس لهم فيهم كلام حتى يوهم قوله : وما أوتي النبيون شيئا يجب دفعه» (١).
وخلاصة الفكرة هي أن المطلوب هو بيان استقلالية إبراهيم ومن بعده عن موسى وعيسى ، مما يفرض اختلاف التعبير الذي يوحي بتعدد المواقع.
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١ ، ص : ٣٠٧.