يصل بالحديث إلى نتيجة حاسمة ، بل يريد أن يربك الأجواء بالمزيد من عناصر الفرقة والاختلاف ، للإبقاء على خط الكفر من دون أن يتحوّل السائرون عليه إلى خط الإيمان. (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) ويحميك من شرّهم وينصرك عليهم لتكون كلمتك التي هي كلمة الله هي العليا ، وكلمتهم التي هي كلمة الشيطان السفلى. (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الذي يسمع أقوالهم ويعلم أعمالهم ، فلن يصلوا إليك بسوء ما دمت في حماية الله ورعايته.
(صِبْغَةَ اللهِ) إنه الإيمان الذي يمنح صاحبه اللون المميز ، الذي يطبع الذات بطابعه في جميع خصائصها ، تماما كما هو الصبغ عند ما يطبع الثوب أو الجسد فيلوّن كلّ جزئياته.
(وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) لأنه الخالق الذي يعطي الإنسان وجوده ويمنحه أفضل الامتيازات المعنوية والروحية التي تمنحه حسنا وإشراقا. (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) وسائرون على النهج الذي أرادنا أن ننهجه في الحياة في تأكيد معنى عبوديتنا له التي هي سر التوحيد والفطرة التي تنطلق في الذات بالإسلام في جميع إيحاءاتها وألوانها ، وذلك خلافا لمن يرون الصباغ أمرا ماديا ، كما هي المعمودية لدى النصارى ، في دخول الإنسان في دين الله.
* * *
(أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ؟!)
(قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ) لأنكم الأقرب إليه دوننا ، باعتبار أنكم شعب الله المختار ، أو أبناء الله وأحباؤه ، أو لأن لكم إلها يختلف عن إلهنا ، وكل ذلك باطل ، (وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ) فهو ربّ العالمين جميعا لا فرق في موقع ربوبيته بين إنسان وآخر ، ولا ميزة لأحد على أحد إلا بالأعمال. وهو الذي