النعمة ، وشكر اللسان ، وهو الثناء على المنعم ، وشكر سائر الجوارح ، وهو مكافأة المنعم بقدر استحقاقه. والشكر تصوّر النعمة وإظهارها ، ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها.
* * *
المسلمون وتحدّياتهم لليهود والنصارى
في هذا الفصل الذي يبدأ به الجزء الثاني من القرآن الكريم ، يريد الله سبحانه أن يربي المسلمين في المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه في المدينة ، على مواجهة التحديات الآتية من الآخرين حول بعض التشريعات الإسلامية الصادرة من رسول الله أو بعض الأوضاع العامّة التي كانت تواجه المسلمين آنذاك ، وتثير بعض التساؤل والحيرة واللغط ، ممّا قد يؤثر على تماسك الجماعة المسلمة ويفسح في المجال لمزيد من الارتباك والاهتزاز.
وقد تبرز أهمية هذا الاتجاه في الملاحظة التالية ، وهي أن التحديات الكافرة قد تحدث في المراحل التي يعيش فيها المسلمون البساطة في الوعي والثقافة ، والسذاجة الروحية والفكرية في مواجهة المشاكل المستجدّة ، ولا سيما إذا كانت نظرتهم إلى تلك الفئات المتحدية ، نظرة تتّسم بالاحترام الداخلي لمعلوماتهم العامّة ، من خلال الاعتقاد بأنهم يملكون المعرفة الشاملة بالكتاب المتضمن لأحكام الله وآياته ، باعتبارهم أهل الكتاب ، فقد يترك ذلك تأثيرا كبيرا على نظرتهم إلى القضايا المثارة أو المشاكل المطروحة ، عند ما يواجهون ذلك كله من خلال العجز الفكري عن المناقشة والتحليل.