ذلك ، وعن الدور الكبير الذي أعدّه الله لهذه الأمّة في حملها للرسالة وشهادتها على الناس وشهادة الرسول عليها أمام الله.
وفي هذا الجو المتنوّع ، ينطلق القرآن ليربط المسلمين بالخط الأصيل الذي يسيرون عليه ، فلا يتزحزحون ولا ينحرفون عن الخط الإسلامي الحق إلى خطوط الآخرين ، بحجة أن يجلبوا الآخرين إلى صفوفهم ، مهما كانت نسبة الانحراف ضئيلة ، وذلك بالعمل على الانطلاق بعيدا في تحليل واقع المجتمع المضادّ بالمقارنة مع الواقع الذي يعيشه النبي والمسلمون إزاء عقيدتهم ، وتحليل طبيعة العلاقة التي تشدهم إلى الله وتربطهم به ، فهو الذي يجب أن يخشوه ويلجأوا إليه ويطلبوا رضاه.
ثم يتابع التأكيد في تكرار ملحوظ على المسلمين بالالتزام بهذا التشريع ، ليكون ذلك رمزا لوحدتهم في الموقف والشعور ، لأنه يمثل القاعدة الروحية التي يرتبطون بها ويتجهون إليها ، وهي هذا البيت الذي انطلق بالتاريخ الديني الرسالي الأول من أجل أن تبدأ الرسالة منه من جديد في عهدها المحمدي الجديد.
هذه هي بعض الأفكار التي نقدمها أمام الآيات الكريمة في هذا الفصل ، كمقدمة للمزيد من الشرح والتفصيل.
* * *
السفهاء يثيرون المشكلة
تصوّر الآية الأولى الحالة النفسية والذهنية التي كان يعيشها فريق من