وخلاصة القضية أن على الإنسان أن يعرف أن الله لا يريد له إلا الخير ولا يأمره إلا بالسير على الخط المستقيم ، في ما يهديه إليه من تشريعات وأحكام ، مما يقتضيه التسليم والإذعان المطلق لله ، فإن الله الذي يملك المشرق والمغرب هو الذي يختار لعباده ما يصلحهم (يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) منهم (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، وهو الدين الحق الذي يؤدي بالناس إلى مواقع رضاه وإلى الجنة الموعودة لديه.
* * *
لماذا وصفهم القرآن بالسفهاء؟
وقد قدم القرآن أمام عرض الفكرة سؤالا وجوابا ، صورة عن طبيعة تكوينهم الداخلي ، مما يوحي بأن الفكرة لم تنطلق من أساس مشكلة فكرية لتبعث على الاحترام ، بل انطلقت من واقع ذاتي منحرف يواجه فيه هؤلاء كل القضايا من موقع السفه الذي يعني فقدان الميزان الصحيح ، الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يزن الأمور ويحاكمها في جانب الفكرة والممارسة معا ، مما يبعث على النظر إلى الفكرة بعيدا عن الاحترام.
وقد يثور أمامنا سؤال :
إن استباق المناقشة بإعطاء مثل هذه الصفة يبعد الموقف عن الحياد الفكري الذي يفرضه الأسلوب العلمي في الحوار والمناقشة ، لأنه يخلق جوّا نفسيا مثيرا ضد أصحاب الفكرة في ما يشبه أسلوب القهر على طريقة حرب الأعصاب.
والجواب عن ذلك ، إن الموقف ليس موقف مواجهة المشكلة من موقع فكري فحسب ، بل الموقف هو موقف إبعاد هؤلاء عن التدخل في